العلاقة العكسية بين دفاع المنطقة والرقابة الفردية

في هذا التحليل أتحدث عن التحديات التي تواجه نظام دفاع المنطقة في الضربات الركنية، ولعل أبرزها غياب مبدأ التوازن بين عدد اللاعبين بنظام دفاع المنطقة وعدد لاعبي الرقابة الفردية أو مراكز أخرى.

في البداية من المهم التذكير بالأساس الذي يعتمد عليه المدرب عند اختيار النظام الدفاعي للفريق، والهيكل التنظيمي في مواجهة الضربات الركنية، 
ويمكن تلخيص ذلك كالتالي:
1/ أسلوب أو فلسفة المدرب.
2/ خصائص اللاعبين.
3/ البحث عن التوازن.

من خلال دراسة النظام الدفاعي والهيكل التنظيمي لفريق فولهام الإنجليزي، يمكننا التعرف على أبرز التحديات التي تواجه دفاع المنطقة أمام الضربات الركنية. حيث سنتحدث عن ثلاث مباريات لفريق فولهام، أمام ليستر سيتي، مانشستر سيتي، وأستون فيلا. استقبل فيها الفريق ثلاثة أهداف من الضربات الركنية، ومن ثلاثة مناطق مختلفة، الأمر الذي يدعو للمزيد من البحث عن مدى جدوى زيادة عدد المدافعين بنظام دفاع المنطقة على حساب مراكز أخرى.

وقبل الدخول في التفاصيل وجب التوضيح أن فريق فولهام يدافع بـ 7 أو 8 لاعبين بنظام دفاع المنطقة، ولاعب واحد فقط بنظام الرقابة الفردية، ولاعب للدفاع أمام الركنيات القصيرة، ولاعب للتحول الهجومي.

أولاً: فولهام – ليستر سيتي

التنظيم الدفاعي لفريق فولهام، 8 لاعبين بنظام دفاع المنطقة موزعين على الخط الدفاعي الأول والثاني، ولاعب بنظام الرقابة الفردية، ولاعب للدفاع أمام الركنيات القصيرة. أبرز التحديات التي يواجها الفريق هي قلة عدد لاعبي الرقابة الفردية، لاعب واحد فقط وفي الغالب يكون (سميث رو)، لاعب محدود الإمكانيات في نظام الرقابة الفردية، وهنا نعود لنقطة ضرورة اختيار اللاعب في كل مركز اعتماداً على خصائصه البدنية والتكتيكية.

التفوق العددي للمهاجمين (Runners)

وجود لاعب واحد فقط للرقابة الفردية يسمح بالتفوق العددي للمهاجمين (Runners)، الأمر الذي يجعل لاعب الرقابة الفردية في حيرة من أمره، مع أي اللاعبين يبدأ أو يستمر في رقابته. نتيجة لذلك سيتوفر لدى الخصم لاعبين غير مراقبين يمكنهم الجري دون أي رقابة لصيقة (جري نظيف). نلاحظ في هذه الصورة أن (سميث رو) قرر رقابة لاعب ليستر سيتي (ووت فايس) رقم 3، وتجاهل زميله (فيسترجارد) رقم 23. نفذت الركنية وكان اللاعب المستهدف هو (فيسترجارد).

طارق زياد عاشور
coach.tarek.z@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة Tactic Zone ©